ثلاث قصائد
Ali Wajeeh
عيد
الفكّة تملأ جيوبي
وأطفالي بعيدون.
كثيرة فئاتُ الخمسمائة دينار في جيوبي
الدكان قريبٌ
والحلوى وفيرة
لكنّهم بعيدون.
الخمسمائة كيلومتر بيننا كثيرةٌ
أكبر من الفكّة
ومن الحلوى.
بعيدون جدًا
ذلك الملتحي
بسلاحه الأسود
الذي راقبني طويلًا، أنا وأطفالي..
مطَّ المسافة
والتهم كلّ السكينة
وما أبقى لي شيئًا سوى الفكّة.
الساحر
مددتُ يدي في القبعة
فما وجدتُ أرنبًا..
وقطعتُ الوصيفةَ نصفين
من خصرها الدقيق
فانقطعَ فعلًا
وصفّق الجمهورُ طويلًا
بينما كان دمُها يرشّ الوجوه.
ما أخرجتُ حمامةً
ولا ثنيتُ فولاذًا
ولا ابتلعتُ مسامير حديديّةً
فلماذا تصفقون؟
لكنني
وقبل انتهاء الفقرة
التي وجدتُ نفسي فيها فجأةً
اكتشفتُ أنني كنتُ الأرنبَ الكبير
والحمامةَ الهائمة بين مصادر الإضاءة المشعّة
يلعبُ بي الساحرُ
ويرميني إلى العدم
بعد ان كنتُ مجردَ فكرة في رأسه
تبرعمت وانتفخت داخل القبعة.
السؤال اليوميّ
أطفأتُ كلّ الأضواء
وبدتِ الغرفةُ دافئةً
ومظلمةً
مثل باطن زجاجة نبيذ.
وحيدٌ في السرير
أؤلف الجدائل للوسائد
ولا أسمعُ غير شهيقي وزفيري
وحين أطفئ الضوء الأخير
ضوء الطاولة
سأكون بتلك اللحظة
مثلما أحاطني ماء المشيمة قبل ثلاثين
يوم كان الجلدُ وحدَهُ درعي الأقوى
وأنام بهدوءٍ دون ان أفكر بالمضغ حتى
قبل ان أخرج للضوء الأول
والصوت الأول
واليد الأولى التي صفعتني لأبكي
أطفئ الضوء الأخير لأنام
ولأتذكر ذلك الجلد والماء
ونبضة القلب فوق رأسي
رأسي الذي خرج إلى العالم مرةً
وما زال يفكر كل ليلة
كيف يطفئ الضوء الأخير
دون ان يتمنى ان يكون جنينًا؟
الفكّة تملأ جيوبي
وأطفالي بعيدون.
كثيرة فئاتُ الخمسمائة دينار في جيوبي
الدكان قريبٌ
والحلوى وفيرة
لكنّهم بعيدون.
الخمسمائة كيلومتر بيننا كثيرةٌ
أكبر من الفكّة
ومن الحلوى.
بعيدون جدًا
ذلك الملتحي
بسلاحه الأسود
الذي راقبني طويلًا، أنا وأطفالي..
مطَّ المسافة
والتهم كلّ السكينة
وما أبقى لي شيئًا سوى الفكّة.
الساحر
مددتُ يدي في القبعة
فما وجدتُ أرنبًا..
وقطعتُ الوصيفةَ نصفين
من خصرها الدقيق
فانقطعَ فعلًا
وصفّق الجمهورُ طويلًا
بينما كان دمُها يرشّ الوجوه.
ما أخرجتُ حمامةً
ولا ثنيتُ فولاذًا
ولا ابتلعتُ مسامير حديديّةً
فلماذا تصفقون؟
لكنني
وقبل انتهاء الفقرة
التي وجدتُ نفسي فيها فجأةً
اكتشفتُ أنني كنتُ الأرنبَ الكبير
والحمامةَ الهائمة بين مصادر الإضاءة المشعّة
يلعبُ بي الساحرُ
ويرميني إلى العدم
بعد ان كنتُ مجردَ فكرة في رأسه
تبرعمت وانتفخت داخل القبعة.
السؤال اليوميّ
أطفأتُ كلّ الأضواء
وبدتِ الغرفةُ دافئةً
ومظلمةً
مثل باطن زجاجة نبيذ.
وحيدٌ في السرير
أؤلف الجدائل للوسائد
ولا أسمعُ غير شهيقي وزفيري
وحين أطفئ الضوء الأخير
ضوء الطاولة
سأكون بتلك اللحظة
مثلما أحاطني ماء المشيمة قبل ثلاثين
يوم كان الجلدُ وحدَهُ درعي الأقوى
وأنام بهدوءٍ دون ان أفكر بالمضغ حتى
قبل ان أخرج للضوء الأول
والصوت الأول
واليد الأولى التي صفعتني لأبكي
أطفئ الضوء الأخير لأنام
ولأتذكر ذلك الجلد والماء
ونبضة القلب فوق رأسي
رأسي الذي خرج إلى العالم مرةً
وما زال يفكر كل ليلة
كيف يطفئ الضوء الأخير
دون ان يتمنى ان يكون جنينًا؟