أحلام صغيرة
Bouchaib Gadir
لا أدري إذا ما كان الذي سَمِعتُه وأنا نائم
حقيقةً أم خيال
لكني سَمِعتُ جَدَّتي تَهمِسُ لي في أُذني:
إنَّ أسرارَكَ هُنا،
فلا تَحمِلها إلى أرضٍ أُخرى
*
عِندما يَعبُرُ الذين يُشبِهوني البَحر،
ماذا يَحدُثُ لَهم؟
لا شيء، فقط يَموتون
يَأتي مَوجٌ عالٍ ومضطَرِب، يُطيحُ بِأحلامِهِم الصغيرة،
وَيَملأُ أَفواههم بالمِلح
أمّا الذين يدخلون بأوراق رسمية
فيحتفِلون بِوصولِهِم،
يأخذون لهم صوراً بالقرب من العملاق برج إيفل
وبعدها، تَبني لهم فرنسا حيطانا وَغُرَفا
يَتَعَفَّنونَ فيها وَيَموتون
تَبني لهم حيطاناً في تِلكَ الأمكنة
التي يموت فيها الناس
بِجُرعة هِروين زائدة
عِندما يَعبُرُ الذين يُشبِهوني البَحر،
ماذا يَحدُثُ لَهم؟
لا شيء، فقط يَتَسَوَّلون بِملابِسَنظيفة
تِلكَ الوجوهُ التي ما إن تُجَرِّبَ شيئاً حتى تُدمِنُهُ
دُوَارٌ خفيف يُصيبُ الرَّأس،
يُصبِحُ العالَمُ رخواً وَمُضحِكاً
وتُحيطُ بِكَ السَّعادة
وبعدها تَطرُدُكَ فرنسا من جميع أحيائها الجميلة
وبعضهم يبحث عن عمَلٍ دون جدوى
والذين يُقالُ لهم عادة
تَأخرتَ بِدقيقة واحدة
تِلكَ الوجوه، التي ما إن يَراها أصحابُ الشُّقق السكنية
حتى يُقَرِّرون بسرعة، أن لا شُقَقَ عِندهم للإيجار
قال لي أَحَدُ الفرنسيين، أسماؤكم غريبة
?Comment ça va
مَن مَنَحَكَ هذا الاسم؟
قُلتُ: ماما فرنسا
هناك في تِلك الأقاصي الباردة البعيدة
ماذا تَفعَلُ تلكَ الوجوه المكتَئِبَةُ كالفَحم؟
لا شيء
يَستَمِعون إلى أغانٍ مريضة تُذَكِّرُهُم بِشيء ما
وآخرون
يُنصِتون إلى أناشيد الموتى
ويملؤون استمارات جديدة
وحين ينتهون، يبحثون عن استمارات جديدة
يُخبرون فيها ماما فرنسا
بأن بطون زوجاتهم انتَفَخت قليلاً
*
عندما تسكن في بلدٍ لا يُشبِهُك، يصيرُ اسمُك: هؤلاء
باريز التي جِئتُ إليها، لا أراها
أرى ضباباً يَلُفُّها من كُلِّ الجهات
حقيقةً أم خيال
لكني سَمِعتُ جَدَّتي تَهمِسُ لي في أُذني:
إنَّ أسرارَكَ هُنا،
فلا تَحمِلها إلى أرضٍ أُخرى
*
عِندما يَعبُرُ الذين يُشبِهوني البَحر،
ماذا يَحدُثُ لَهم؟
لا شيء، فقط يَموتون
يَأتي مَوجٌ عالٍ ومضطَرِب، يُطيحُ بِأحلامِهِم الصغيرة،
وَيَملأُ أَفواههم بالمِلح
أمّا الذين يدخلون بأوراق رسمية
فيحتفِلون بِوصولِهِم،
يأخذون لهم صوراً بالقرب من العملاق برج إيفل
وبعدها، تَبني لهم فرنسا حيطانا وَغُرَفا
يَتَعَفَّنونَ فيها وَيَموتون
تَبني لهم حيطاناً في تِلكَ الأمكنة
التي يموت فيها الناس
بِجُرعة هِروين زائدة
عِندما يَعبُرُ الذين يُشبِهوني البَحر،
ماذا يَحدُثُ لَهم؟
لا شيء، فقط يَتَسَوَّلون بِملابِسَنظيفة
تِلكَ الوجوهُ التي ما إن تُجَرِّبَ شيئاً حتى تُدمِنُهُ
دُوَارٌ خفيف يُصيبُ الرَّأس،
يُصبِحُ العالَمُ رخواً وَمُضحِكاً
وتُحيطُ بِكَ السَّعادة
وبعدها تَطرُدُكَ فرنسا من جميع أحيائها الجميلة
وبعضهم يبحث عن عمَلٍ دون جدوى
والذين يُقالُ لهم عادة
تَأخرتَ بِدقيقة واحدة
تِلكَ الوجوه، التي ما إن يَراها أصحابُ الشُّقق السكنية
حتى يُقَرِّرون بسرعة، أن لا شُقَقَ عِندهم للإيجار
قال لي أَحَدُ الفرنسيين، أسماؤكم غريبة
?Comment ça va
مَن مَنَحَكَ هذا الاسم؟
قُلتُ: ماما فرنسا
هناك في تِلك الأقاصي الباردة البعيدة
ماذا تَفعَلُ تلكَ الوجوه المكتَئِبَةُ كالفَحم؟
لا شيء
يَستَمِعون إلى أغانٍ مريضة تُذَكِّرُهُم بِشيء ما
وآخرون
يُنصِتون إلى أناشيد الموتى
ويملؤون استمارات جديدة
وحين ينتهون، يبحثون عن استمارات جديدة
يُخبرون فيها ماما فرنسا
بأن بطون زوجاتهم انتَفَخت قليلاً
*
عندما تسكن في بلدٍ لا يُشبِهُك، يصيرُ اسمُك: هؤلاء
باريز التي جِئتُ إليها، لا أراها
أرى ضباباً يَلُفُّها من كُلِّ الجهات
Click here for poetry by Omar Youssef Souleimane, translated from the Arabic by Ghada Mourad, in our Spring 2017 issue, here for poetry by Najwan Darwish, translated from the Arabic by Kareem James Abu-Zeid, in our Winter 2021 issue, and here for a reflection on translating Adonis’ Songs of Mihyar the Damascene from the Arabic by Kareem James Abu-Zeid, in our Fall 2019 issue.